هل يحب الرجل المرأة المسيطرة في العلاقات ولماذا!

جرت العادة أن تكون السيطرة في العلاقات العاطفية والزوجية حكراً على الرجل وفق ما هو شائع على الأقل، ولكن يوجد حالات تبدي المرأة فيها تسلط أكثر وسيطرة على زوجها في جوانب مختلفة من حياتهما، لا بل أن بعض الرجال يفضلون فعلاً أن تكون السيطرة في العلاقة للزوجة، نخوض في هذا المقال في الأسباب والدوافع النفسية والعاطفية التي قد تجعل الرجل يقع في حب المرأة المسيطرة.
في الواقع كثير من الرجال يجدون في المرأة المسيطرة نوع من السحر النفسي والجاذبية غير التقليدية، خصوصاً إذا امتلكت القدرة على المزج بين القوة والأنوثة، بين الحزم والحنان، فالرجل لا ينجذب بالضرورة لمن تفرض سلطتها عليه، بل لمن تحسن إدارة العلاقة بثقة، وتملك حضوراً قوياً دون أن تُهمّش وجوده أو تهدد رجولته.
المرأة المسيطرة التي يحبها الرجل هي التي تعرف متى تبادر، ومتى تترك له المساحة، تشعل في داخله فضولاً دائماً، وتبقي العلاقة في حالة من التجديد والتوازن، وهو لا يشعر بالملل معها، بل يشعر بالتحدي الجميل، والرغبة في أن يثبت لها أنه جدير بها، وفي لحظات الحميمية قد يجد راحة نفسية عميقة حين يرى أن الشريكة لا تخجل من التعبير عن رغبتها، أو أخذ زمام المبادرة، لأنه في تلك اللحظات يتخلّى عن أعباء السيطرة، ويعيش التجربة بكامل كيانه.
لكن في المقابل لا يحب الرجل أن تتحول هذه السيطرة إلى تسلط دائم أو رغبة في الهيمنة، لأن ذلك يخلق عنده شعوراً بالضعف أو الإلغاء، وهو يحتاج إلى أن يشعر بأنه شريك حقيقي في العلاقة، لا تابع بلا رأي.
إذاً يمكن القول أن الرجل قد يحب المرأة المسيطرة إذا كانت سيطرتها ناعمة، ذكية، ومليئة بالأنوثة، ويحبها إذا كانت واثقة، تُدير العلاقة بوعي، ولا تُنافسه على دوره، بل تُكمله.
يثير هذا السؤال "هل يحب الرجل المرأة المسيطرة" كثيراً من الجدل، وربما يتبادر إلى الذهن أن الرجال بطبيعتهم لا يحبون المرأة المسيطرة، باعتبار أن المجتمع قد ربط الرجولة دائماً بالقيادة واتخاذ القرار، لكن الحقيقة أكثر تعقيداً وعمقاً مما يبدو، لأن انجذاب الرجل للمرأة المسيطرة لا يتعلق فقط بمن يقود العلاقة، بل بكيفية ممارسة هذه السيطرة، وطريقتها، وأسلوبها.

- الشعور بالأمان النفسي: قد يبدو الأمر غريباً، لكن كثير من الرجال يجدون الراحة في وجود امرأة تقود العلاقة بثبات ووضوح، فهو يشعر أن هناك من يتحمل المسؤولية العاطفية معه، ويقلّ توتره من القرارات والتردد، وأحياناً الرجل يشعر وكأنه طفل كبير بحاجة لمن تحتويه دون أن تُضعفه.
- الانبهار بقوة الأنوثة: الرجل بطبعه ينجذب إلى القوة، لكن عندما تأتي هذه القوة من أنثى واثقة بنفسها، تُدير العلاقة بأسلوب ذكي وجذاب، فهو يفتن بها ولا يستطيع تجاهلها.
- الإثارة المستمرة وعدم الملل: المرأة المسيطرة عادة ما تكون شخصية مشوّقة، حازمة، تعرف ماذا تريد، وهذا بحد ذاته يشعل شغف الرجل، فهو لا يشعر بالروتين معها، بل يعيش دائماً في حالة ترقّب وإثارة، فالعقل الذكوري يحب التحدّي والمرأة المسيطرة هي التحدّي الأجمل بالنسبة له.
- الشعور بأنه مرغوب ومطلوب: المرأة المسيطرة غالباً تبادر، تلمّح، وتعبّر عن إعجابها بطريقة مباشرة وواضحة، ما يجعل الرجل يشعر بأنه مطلوب ومرغوب، وهذا يرفع ثقته بنفسه ويزيد تعلقه بها، لأن الرجل، حتى لو لم يعترف، يحب أن يكون صيد ثمين لها.
- الوضوح العاطفي يقلّل التوتر: في زمن العلاقات المعقدة، المرأة المسيطرة توفر للرجل وضوحاً في النية والمشاعر، فهي لا تلعب أو تربكه برسائل متناقضة، وهذا بحد ذاته يريحه نفسياً ويجعله يثق بها أكثر.
- التأثير العميق في لا وعيه: قد تكون صورة الأم القوية، أو المعلمة الواثقة، أو المرأة الناجحة مرتبطة في ذهنه منذ الطفولة بصورة المرأة الجديرة بالإعجاب والانتماء، وهنا انجذابه ليس فقط حاضراً، بل متجذر في طفولته ولا شعوره.
- الإعجاب الخفي بمن يقوده دون أن يشعر: الرجل لا يحب أن يقال له ماذا يفعل، لكنه في نفس الوقت يفتن بمن تدفعه للقرار دون أن تأمره، والمرأة المسيطرة تجيد هذه اللعبة النفسية ببراعة، تجعله يعتقد أنه يقرر، بينما هي من يحدد الخيارات ويرسم المسار.
- الاحتواء العاطفي القوي: المرأة المسيطرة تعرف كيف تسيطر على مشاعر الرجل، تتعامل مع غضبه، تمتص توتره، وتُعيده لأفضل حالاته، فهو يتعلق بها لأنها تصبح مرآته القوية، وسنده النفسي الذي لا يعترف به أمام أحد.
- الثقة العالية بالنفس: المرأة المسيطرة غالباً ما تكون واثقة بنفسها والرجل ينجذب فطرياً للمرأة التي تمشي بثقة، وتتكلم بثقة، وتتصرف وكأنها تعرف قيمتها جيداً، فهذه الثقة تشعل عند الرجل شعوراً بالتحدّي والرغبة في نيل إعجابها.
- لغة الجسد القوية والناعمة في آن واحد: تتصف المرأة المسيطرة بأنها تعرف كيف تتحكم بنظراتها، وحركتها، وجلستها، ولمستها، هذه التفاصيل الصغيرة تُظهر سيطرتها الأنثوية وتجعل الرجل مأخوذاً بها دون أن يدري.
- القدرة على القيادة الناعمة: ينجذب الرجل إلى المرأة المسيطرة وليس القاسية، التي لا تصرخ بل توجه وتلمح وتتحكم بالموقف بهدوء وأناقة، وتأخذ بزمام العلاقة دون أن تُهين رجولته، وتجعله يطيعها بإرادته لأنه يحب طريقتها.
- الجرأة المحسوبة: المرأة المسيطرة التي تملك جرأة في الحديث، وتعبر عن مشاعرها ورغباتها بوضوح دون خجل مبالغ فيه، تثير الرجل وتشعل فضوله، بشرط أن تبقى ضمن حدود الذوق والأنوثة.
- التحدّي المحبب: لا تُظهر المرأة المسيطرة للرجل أنه من السهل الوصول إليها، بل تجعله يشعر أنه يحتاج أن يستحقها، هذا النوع من النساء يجذب الرجل أكثر لأنه يشعر بأنه أمام امرأة مختلفة ومثيرة.
- الاستقلالية المغرية: الرجل يفتن بالمرأة التي تدير حياتها دون أن تعتمد عليه، لكنها في نفس الوقت تشعره بأنها تختاره وتريده، لا لأنها بحاجة له، بل لأنها ترغب فيه.
- القدرة على خلق مشاعر السيطرة والاحتواء معاً: المرأة التي تظهر للرجل أنها قادرة على احتوائه، وفي نفس الوقت قادرة على ضبط العلاقة بشروطها، تصبح في عينيه قوية ومغرية في آنٍ معا بالنسبة للرجل وتجعله يحبها.
- عدم الخضوع الكامل: المرأة التي لا تظهر الطاعة العمياء للرجل، بل تحتفظ برأيها واستقلاليتها، تجذب الرجل لأنه يشعر بأنها ند قوي وجذاب، وليست تابعة بلا شخصية.

ليس من السهل أن نضع تصنيفاً ثابتاً أو تسمية للرجل الذي ينجذب إلى المرأة المسيطرة، لأن الأمر يتجاوز الأوصاف السطحية، ويتعلق بتركيبته النفسية، ووعيه الذاتي، ونظرته إلى الشراكة الحقيقية في العلاقة.
في العمق هذا الرجل لا يمكن وصفه بالضعف أو التبعية كما يعتقد البعض، بل غالباً ما يكون ناضجاً نفسياً، ومتوازن عاطفياً، ومتصالحاً مع ذاته ومع رجولته، فهو لا يرى في قوة المرأة تهديداً، بل يعتبرها مصدر إلهام وانجذاب، ويجد في استقلالها وثقتها بنفسها قوة تكمل قوّته لا تلغيها.
غير أن نظرة المجتمع إلى هذا النوع من الرجال تختلف باختلاف الثقافة والخلفية الاجتماعية، في البيئات التقليدية أو الذكورية الصارمة، قد ينظر إليه على أنه ضعيف الشخصية أو تابع لزوجته، خاصة إذا كانت شريكته صاحبة قرار واضح، أو تحب أن تبادر وتعبر عن رأيها في العلاقة، أما في المجتمعات الأكثر وعياً وتقبلاً لمفاهيم التوازن والشراكة، فإن هذا الرجل ينظر إليه على أنه واعي، ذكي، ويملك ثقة داخلية تمكّنه من احترام المرأة دون أن يشعر بالتهديد أو النقص.
أما من وجهة نظر المرأة نفسها، أي شريكته فالمعادلة أدق وأكثر حساسية، حيث إذا كانت العلاقة بينهما قائمة على الاحترام المتبادل والتوازن، فإنها تنظر إليه نظرة إعجاب وتقدير، وتراه رجلاً قوياً بما يكفي ليمنحها مساحة لتكون على طبيعتها دون خوف أو مقاومة، وهو بالنسبة لها شريك يقدر حضورها، ويدعم قوتها، دون أن يتنازل عن دوره أو وجوده، لكن إن اختل هذا التوازن، وتحولت سيطرتها إلى هيمنة، أو غابت شخصيته تماماً، فقد تبدأ هي نفسها برؤية الرجل بشكل مختلف، وربما تفقد شعورها بالانجذاب تجاهه، لأنه لم يعد شريكاً متكافئاً، بل أصبح أقرب إلى التابع الصامت.
في النهاية الرجل الذي يحب المرأة المسيطرة ليس كما يصوّره المجتمع دائماً، قد يكون رجلاً حرّاً في فكره، قويّاً في شخصيته، ناضجاً بما يكفي ليختار امرأة قوية مثله، فالعلاقات الناجحة لا تقوم على من يسيطر على من، بل على شراكة ذكية بين قوتين تعرفان كيف تتكاملان لا تتصارعان.
- الرغبة في التخلّي المؤقت عن السيطرة: الرجل في حياته اليومية، خاصة إذا كان يتحمل مسؤوليات كبيرة، يعيش تحت ضغط دائم لاتخاذ القرار والسيطرة على الأمور، ولذلك فإن بعض الرجال يجدون متعة نفسية في التخلّي المؤقت عن السيطرة خاصة داخل العلاقة الحميمة، ويشعرون بالراحة عندما تتولى المرأة زمام المبادرة، علم النفس يصف هذه الحالة بأنها شكل من أشكال التوازن النفسي العكسي، حيث يعبّر الإنسان عن احتياجاته المكبوتة في أكثر اللحظات خصوصية.
- الإثارة الناتجة عن التحدّي والاختلاف: المرأة المسيطرة في الفراش تمثل تجربة غير تقليدية، تخرج عن النمط المعتاد، وتشعل في الرجل رغبة المغامرة، وكسر الروتين، فالدماغ يُفرز نسبة أعلى من الدوبامين (هرمون المتعة) في لحظات الإثارة غير المتوقعة أو المسيطر عليها من الطرف الآخر.
- الإحساس القوي بأنوثة الشريكة: غالباً ما تكون المرأة المسيطرة في الفراش مدركة لجسدها، واثقة من رغباتها، وتعبر عنها بجرأة دون خجل، ما يجعل الرجل يشعر أنه أمام امرأة تعرف ما تريد، وتعرف كيف تمنحه المتعة وهذا بحد ذاته مثير نفسياً وجنسياً للرجل.
- التحرر من توقعات الأداء: في بعض الحالات، يشعر الرجل أن الضغط لأداء مثالي في العلاقة يمكن أن يكون مرهقاً، لكن عندما تكون المرأة هي المبادِرة والمسيطرة، يخفف ذلك الضغط عنه، ويشعر بمساحة أكبر للاستمتاع العفوي دون قلق، وهذا ما يُفسّره علماء النفس كنوع من الأمان الجنسي.
- تفعيل الخيال واللاوعي: تُخاطب المرأة المسيطرة في العلاقة خيال الرجل ورغباته اللاواعية، إذ تمزج بين القوة والإغواء، وبين الحزم والأنوثة، ما يفتح أمامه مساحات جديدة من التخيلات والرغبات، ويجعله أكثر اندماجاً ومتعة.
- الشعور بالإعجاب والاختيار: عندما تكون المرأة المسيطرة هي من تُبادر، وتُعبّر عن رغبتها فيه، يشعر الرجل بأنه مرغوب فيه ومطلوب، وهو ما يعزز ثقته بنفسه ورجولته، ويزيد من تعلقه بها.